اعلان

تصدقو يرحمكم الله

 تصدقو يرحمكم الله 

الفقراء

الفقراء

الفقراء


كم انتي قاسية
فقسوتك ليست بإرادتك بل هو قدر مكتوب عليكي
كم انتي غير عادلة رغم عدالة ربي منصفة
وكم انتي ملهيه رغم انك فانيه
وكم انتي متعبة رغم انك منتهيه
وعجبا لكي إيتها المغرورة تفتحين أبوابك المغلقة في وجوه من يسعون فيكي فسادا
تفتحين ابوابك لمن يمشي فيكي مرحا ظنا منه أنه سوف يخرق الأرض ويبلغ الجبال طولا
تفتحين ابوابك لمن يلبس فيكي ثوب الحرير ويمشي فيكي فخورا
تفتحين ابوابك لمن يعصي الرحمن ويعيش فيكي مستورا
عجبا لكي إيتها العجوز فكم من شابا فتنتيه بانعامك وسحرك وبريقك
وكم من فتاة خلعت ثوب العفة فيكي
وكم من عاق لأبيه حبا فيكي
وكم من اب شرد أبناءه فيكي
وكم من ام لا حضن ولا ماؤي لأطفالها فيكي
عجبا لكي حقا . ولكن ما العجب
ما العجب حقا وهناك تجار بآلام الناس يعيش فيكي
ما العجب حقا والكل خلف شاشته يندد ويناشد وبضغط زر اعجبني او وصف شعوره قد ضاعت معه مدلولته وقيمته الإنسانية الصادقة، هناك الحال أبعد بكثير مما قد يمكن أحكيه هنا، في تلك المواقع يمارس الناس الابتذال ببراعة ويقايضوا مشاعرهم المفبركة بحفنات من الإعجاب، بينما الفقراء والمساكين والمطحونون الجديرون بالشعور والتعاطف يناظرون من بعيد من خلف الشاشات الباردة، يئنون في صمت ويدارون أحزانهم الحقيقية عن هذا الزيف والابتذال!
فحقا هذه الحياة قاسية ، وفي أحيان كثيرة لا يمكننا أن نقدم أي شيء حقيقي للمساعدة.. للمساعدة في جعلها أفضل وفي رفع المعاناة عن كاهل المطحونين فيها، لكن على الأقل فلنتوقف عن صب الملح في جروحهم المفتوحة.. فلنتوقف عن سرقة أحزانهم لا لشيء سوى لنزين بها ديكورنا الشخصي المترف! هل هذا كثيرا لنطلبه
هل حقا هذا كثيرا لنطالب
من يمتلكون قلوبا رحيمة
هل هذا حقا يحتاج الي مناشدة بل هي عقيدة ودين
هل نحن بحاجة أن نذكركم بالحديث الشريف
"ما نقص مال عبد من صدقة"
وقول الله تعالي حيث بدأ معنا بالتدرج
فبدأ بقوله: {لله ملك السماوات والأرض}، ثم ملكنا وقال: {وأنفقوا مما رزقناكم}، ثم قال: {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه}، فجعله لنا ورغبنا في النفقة ثم يخلفه، ثم تدرج معنا فقال: {من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً}، فالله الذي ملكك وأعطاك يستقرضك! وهذا من كرمه سبحانه.
افيقوا من كنز الأموال والثروات
افيقوا من العمل في الدنيا من أجل الدنيا
افيقوا من صرف أموالكم في المحرمات واكل الحقوق
افيقوا من الترف والطمع حتي تكون في باطنها دون أن تدري فلا تامن غدرها
افيقوا وانفقوا ولو بجزء من أموالكم لله وليس للفقراء فأنت تقوم بعملية تحويل لاموالك وربي من حياة فانيه الي حياة أبدية انتم في رحلة وفي سفر فاكنز من أجل العودة إلي دار الحق ولا تجعل الدنيا تأخذك الي النهاية بدون رصيد عند رب العالمين
افيقوا من أجل انسانيتكم فلا تامن الزمان وتظن انك دائما في الامام
افيقوا واعملوا لغد فإنه قريب منكم فلا تظنو انكم مخلدين بل أنتم خارجين منها لا محالة
باسم الله ثم اسم الانسانة التي في داخلي
أطلق مبادرة
فهدفه ليس جمع أموال وليس طعام وليس غطاء وانما هدفه أن تحول أموالك من الدنيا الفانية الي الآخرة الباقية والأمر لا يحتاج الي وسطاء ماليين ولا بنوك ولا مكاتب صرافة وانما الأمر يحتاج الي مساعدة الفقراء والمحتاجين في جيرانك أو عائلتك او قريتك أو مدينتك
اجعل مساعدتك لهم هي كنز لك ينفعك يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون
ولا تستهتر بالأمر فكن صادقا مع الله ثم نفسك ولو بتمرة
فنسأل الله أن يعيننا على شرور أنفسنا، وأن يرزقنا الصدقة والتي هي سبب من أسباب الثبات على الدين، فهذه الطاعة يغفل عنها كثير من الناس، وثبت في صحيح ابن حبان: "سبق درهم مئة ألف درهم"، فرجل عنده دينار تصدق بنصف دينار خير من رجل عنده مليارات تصدق بمائة ألف. فلا تبخل على نفسك بالصدقة للطاعة لا لثمرتها، وقد أشار إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: {اتقوا النار ولو بشق تمرة}، فلا تستقل الصدقة وانقذ نفسك بها، فهذا سبب من أسباب الثبات.
محمد عاشور 2021

ليست هناك تعليقات