اعلان

الفصل الاول ليلة ميلاد ملهم الخير وسياف الشر

 

لن تكُمل الطريق وحيدا


 

تدور القصة حول احداث درامية اجتماعية وقعت في قرية غازي بك عام 1991 فالصراع بين الخير والشر لن ينتهي ابدا حتي تنتهي الحياة فان لم ينتصر الخير اليوم فلن ينهزم غدا وسوف ينتصر علي الشر مهما كانت قوته فقصتنا تمزج بين الدراما الاجتماعية الممتعة وبين الحقائق التي نعيشها منذ ان خلقنا علي الارض حيث يحتدم الصراع بين " ملهم – الخير " و " سياف – الشر   " علي مدار اربعة فصول تحكي لنا احداثا ممتعة ومواقف مبكية فيجتمع الخير لينهي علي الشر وتنتصر راية " لن تكمل الطريق وحيدا "

            تالف / محمد عاشور

 

الفصل الاول

 ( الجزء الاول )

ليلة ميلاد( ملهم- الخير) و ( سياف – الشر)

 

 

في قرية غازي بك في جنوب الصعيد بمحافظة قنا في تمام الساعة 1 بعد منتصف الليل بتاريخ 15 / 1 / 1991 في شتاء قارص البرودة

جميع اهل القرية نائمون  وهناك بعض الغفر الذين يتولون مهمة تأمين دوار العمدة وبعض مداخل القرية الهامة والمناطق الحيوية

 

بداية اليوم الثلاثاء

يقع منزل سالم ورتيبة وابنتهم نجية في اخر القرية علي بعُد 5 كيلو من محطة القطار بمدينة قنا ، المنزل يعود سنة بنائه لعام 1980 عندما تزوج سالم من رتيبة وقام ببناء المنزل من الطوب اللبني وسقفه من النخيل وعليه باب خشبي يفتح علي شارع جانبي مقابل منزل جاره شرقاوي ( ابو وحيد )

سالم: عامله ايه يا رتيبة النهارده  طمينني عليكي

رتيبة: الحمد لله يا سالم بس حاسة إني تعبانة قوي خليك جنبي انا وبنتك متسبناش لوحدنا النهاردة

سالم: يا رتيبة ما حكيم الوحدة الصحية قالك الورم اللي عندك يمنعك من الحمل تاني وبقي خطر عليكي

رتيبة: يا سالم نفسي اجبلك الولد اللي نفسك فيه ويشيل معاك الحمل بدل ما انت شقيان لوحدك

 سالم: ما انتي عارفه يا رتيبة ، انتي ونجية عندي بالدنيا ومعدش فارق معايا غير وجودك جنبي

رتيبة: ربنا يخليك لينا يا سالم ويجعلك ضهر لينا في الدنيا

سالم: ان شاء الله تقومي لينا بالسلامة

رتيبة: استأذن من شيخ الغفر وبيت معانا النهاردة انت عارف ان ممكن اولد في أي وقت

سالم : هشوف يا رتيبة ، هقوم اطلع اعدي علي اخويا   الحج  مساعد

 وانتي ارتاحي خلي نجية تقضي مصالح الدار ولا عوتي تتحركي من مطرحك

رتيبة : البنت صغيرة يا سالم مسكينة شايله الحمل بدري معانا

سالم: بت يا نجية

نجية: ايوه يا بوي

سالم: تعالي يابت اقعدي جنب أمك ولا تخليها تعمل حاجة بالدار، أمك تعبانة ومعتدش تقدر تقوم

 

في مساء يوم الثلاثاء

 

يقع منزل العمدة متولي الحربي في منتصف القرية بالقرب من الوحدة الصحية وعلي بعد 4 كيلو من محطة القطار يعود بناء المنزل الي 3 سبتمبر عام 1951 أي قبل عام تقريبا من قانون الاصلاح الزراعي ( الاقطاعيين ) المنزل من الخارج وجهته من الطوب الاحمر وبه عمودان في المدخل وتم ترميمه في عام 1983 وتركيب الكهرباء به وامامه دشمة حرس للغفر

 

العمدة متولي الحربي   يبلغ شيخ الغفر بتوزيع النباطشية على الغفر

شيخ الغفر يقوم بتوزيع النباطشية على الغفر

سالم : يا شيخ دياب   اليوم ما اقدرش اشيل نباطشية ، رتيبة مراتي في شهرها التاسع واخاف يجيها الطلق وانا بعيد عنها

الشيخ دياب : يا سالم اليوم بالذات مقدرش جاتلنا اشارة من المركز المامور هيعدي علي الخدمات في القرية والقري اللي جنبينا اخاف يعدي ويلقي خدمة حراسة ناقصة

سالم : ان شاء الله ميصيرش غير كل خير وعدي الليلة دي علي خير يارب

في تمام الساعة 11.15 دقيقة

درجة الحراة تصل الي 4 درجة مئوية جميع من في القرية نائمون لا صوت ولا احد يمر بالشوارع

وبصوت خافق انين يصدر من دار سالم لا يسمعه احد سوا اهل البيت

رتيبة تتالم وابنتها نجية في الغرفة المجاورة غارقة في نومها زوجها سالم في نبطشيته في الحراسة ولا احد سواها و ابنتها نجية في البيت . الالم ما زال يشتد عليها وهي تحدث نفسها يارب اعطني الصبر وامهلني حتي اري مولودي

امهلني حتي اري سالم وهو يفرح بابنه ويطلع ولد

رتيبة : بصوت يملاه الالم  :  نجية

نجيبة : لا تجيب

رتيبة : بصوت أعلي والالم ما زال يسيطر عليها   :  الحقيني يا نجية

نجية : غارقة في نومها ولا تسمع احد

رتيبة  تنزل من علي سريرها ولا تستطيع التحرك وتتسند علي جدار غرفتها محاولة الوصول الي غرفة نجية او علي الاقل ان تسمعها

تتحرك رتيبة نحو باب غرفته وهي تصرخ من الالم الشديد وتسقط  علي الارض زاحفة في صالة الدار

نجية : تسمع صوت عالي بالبيت تتحرك مسرعة : امي

مالك ليه اتحركتي من على السرير

الام: بصوت يملأه انين التعب والارهاق وعرق ينصب من جبينها

انا بولد يا نجية وابوكي مجاش لدلوقتي

نجية : هروح يا امي انده عليه واجي

الام : لا  يا نجية اندهي ام وحيد جيرانا

نجية : تجري مسرعة نحو بيت ام وحيد

سالم  يحمل بندقيته ويجلس امام النيران المشتعلة بالحطب في الليل البارد امام بنك التنمية والائتمان الزراعي ويبدو عليه علامات القلق الشديد وكان هناك شي يخبره بماذا يحدث في بيته

شيخ الغفر دياب : يمر من امام سالم , وسالم لم يراه

دياب : سالم  . مالك  ؟؟

شايفك سرحان وحتي مش واخد بالك من اللي بيعدي قدامك

سالم : معلش شيخ دياب رتيبة سايبها تعبانة وخايف ليجرالها حاجة و نجية بنتي عيلة صغيرة متقدرش تعملها حاجة

دياب : متقلقش يا سالم كلها ساعات والصبح يطلع وتطمن عليها

سالم : ان شاء الله يكونو بخير يا شيخ دياب

نجية : تخبط علي بيت ام وحيد وهي تبكي خالتي ام وحيد  خالتي ام وحيد

ام وحيد : مين اللي بيخبط علينا متاخر كده يا ابو وحيد

ابو وحيد : تعالي نشوف مين

مين اللي بيخبط

نجية : انا نجية يا خالتي ام وحيد الحقيني امي بتولد

ام وحيد : مسرعة معها الي بيتهم

فين يا نجيبة يابنتي امك

نجية : اهي في الصالة

تدخل نجية ومعها ام وحيد جارتهم الي صالة بيتهم ليجدو رتيبة ملقاة علي الارض وهي تلتوي من الالم والعرق ينصب من جبينها

ام وحيد : اجري يا نجية سخنيلي شوية ميه وانتي يا رتيبة استحملي شوية متخفيش انا جنبك اهو

 

الان الساعة 12 . 30 دقيقة بعد منتصف الليل ودرجة الحرارة  تنخفض الي 2 درجة مئوية

رتيبة لا تستطيع التحمل في هذا البرد الشديد والالم لا يفارقها اصبحت مجهدة ولا تستطيع ان تدفع مولودها الي الخارج

ام وحيد : تعمل علي افاقتها متواصلة حتي لا تفقد مساعدتها في الدفع مولودها للخارج

نجية : تاتي مسرعة بالمياه وتغطي امها باحد البطاطين

ام وحيد : ادفعي يارتيبة معايا ساعديني

نجية : تضع راس امها علي حجرها وتعمل علي افاقتها اول باول

ام وحيد : خلاص يارتيبة هانت ادفعي لبره

الان الساعة 1 بعد منتصف الليل يخرج الجنين وتتفحصه ام وحيد ولد يارتيبة ولد

رتيبة : لا تسطيع ان ترفع راسها لتراه وبصوت لا حد يسمعه سوء ابنتها نجية خليني اشوفه خليني اشوفه

سالم : جالس يتحدث مع نفسه ايه اليوم اللي مش عايز يعدي  يارب جيب العواقب سليمة بحق هذه الليلة

السماء تمطر فجاة وتنطفئ النيران المشتعلة

الساعة  الان الواحدة ونصف صباحا سالم اصبح متوترا بشدة ولا يتسطيع ترك موقع حراسته

علي الجانب الاخر الام في موقف حرج الاجهاد اثناء ولادتها افقده قوتها

الابنة تبكي فالاب بالخارج في عمله والام لاتسطيع التحرك

وجارتهم تحمل الطفل وتقوم بتغسيله بالمياه الدافئة لكي تقوم بلفه بالملابس في هذا البرد الشديد

القرية باكملها نائمة ولا صوت يعلو فوق صوت قطرات المياه التي تتساقط من السماء

وبعد مرور 6 ساعات وفي الساعة السابعة ونصف صباحا

يجري سالم مسرعا لتسليم بندقيته في السلاحليك بدوار العمدة ويتجه الي منزله حتي يطمئن علي زوجته رتيبة التي تركها في هذه الليلة الصعبة

سالم يقترب من بيته ومازال الهدوء مستمرا

وصل سالم الي بيته مندفعا علي الباب

فوجد جارته ام وحيد تحمل مولدا والابنة تضع راس امها علي حجرها والدموع في عينها

سالم لا يشغله المولد بقدر ما يشغله ان يطمئن علي زوجته اولا

سالم : رتيبة انا جيت انا جبنك يا رتيبة ردي عليا

رتيبة  لا تستطيع ان تتحدث

سالم : يقوم بحملها بين ذراعيه الي غرفته وهو يرتجف من الخوف عليها

ام وحيد : يا سالم ان شاء الله تقوم بالسلامة هي تعبانة من الطلق والولادة

سالم : انا قلبي كان حاسس ان في حاجة بتحصل لرتيبة

قومي يا رتيبة متموتيش دلوقتي غير لما تشوفي ابننا لما نربيه مع بعض لما تفرحي بيه

قومي يا رتيبة جبتيلي الولد اللي نفسي فيه وانت تعبانة

قومي يا رتيبة انا عايزك انتي مش عايز عيال

راتيبة : تفتح عينيها , جيبه يا سالم اشوفه واحضنه

سالم : بفرحة شديدة ياخذ امولود من ام وحيد جارته ويعود الي رتيبة

رتيبة : بصوت منخفض سالم امانة عليك تعلمه وتربيه احسن تربيه . قوله امك كانت نفسها تربيك بنفسها . قوله امك كانت نفسها تشيلك وتلاعبك

سالم : تنزل من عينه الدموع وهو لا يعلم المجهول الذي ينتظره هو وبنته الصغيرة وابنه المولد لا يعلم كيف سيربي هذه الاطفال وعمله الذي يجبره علي الحراسة ليلا او نهارا

علي الجانب الاخر وفي دوار العمدة متولي الحربي

ضحكات مرتفعة وصياح مستمر لقد رزق باول احفاده من ابنه مطاوع  اهل القرية تهافتون لتقديم المباركات والتهئنة

العمدة يامر العمال بالدوار بذبح 5 عجول وتجهيز عشاء كبير لاهل القرية

مطاوع : يا بوي شوفت حفيدك طالع شبهك الخالق الناطق

العمدة حربي : اكيد مش جده العمدة لازم يطلع شبهي وانا كمان اللي هسميه

مطاوع : اكيد يابوي في حد يستجراء يسميه وانت موجود

العمدة حربي : انا خلاص سميته سياف زي السيف يقطع قطع

سالم : يبكي بشدة علي رتيبة ولا احد الي الان ذهب اليه سوا جاره ابو وحيد وزوجته وابنهم وحيد  

ابو وحيد : يا سالم ده امر الله ولازم ننده في المسجد علشان صلاة الجنازة ودي امانة ربنا واسترجعها

سالم : البكاء مسيطر عليه وابنه علي يد وزوجته علي يده الاخري

ابو وحيد : انا بروح انده علي الجنازة من المسجد , واجي

خدي الطفل من سالم يا ام وحيد وخدي نجية و روحو دوارنا

العمدة : يشرف بنفسه علي الذبائح وعشاء اهل القرية احتفالا بحفيده سياف

شيخ الغفر دياب : مسرعا يا عمدة رتيبة زوجة سالم الغفير ماتت

العمدة : ميتا وازي

دياب : اللية اللي فاتت وهي بتولد

العمدة : لا إله إلا الله

دياب : والاحتفالية وعشاء اهل القرية يا عمدة

العمدة : انا مقدرش اغيرها العمال دبحو الدبائح وعزمنا اهل القرية وبلغت مأمور المركز كمان

سالم  واهل القرية يشيعون جنازة رتيبة والجميع يوسايه في وفاتها

ثم يعود سالم لبيته ويطلب من جاره ابو وحيد بعودة بنته نجية وابنه المولود

سالم : يشيل ابنه ويدخل داره محدثا مولوده ماتت امك يا ولدي ماتت قبل ان تربي ملهم

نجية : وهي تبكي يا بوي انا كبيرة ومش صغيرة انا هعمل اللي كانت امي بتعمله


الجزء الثاني قريبا 

لا تنسونا من تعليقاتكم ونقدكم الايجابي او السلبي 

 

 

 

 


هناك 4 تعليقات: